علاج الاسنان المدفونة بتقويم الاسنان

الاسنان المدفونة
الاسنان المدفونة وعلاجها بتقويم الاسنان

اعداد : د. أحمد مجدي – أخصائي تقويم وتجميل الأسنان.

ماذا يقصد بالأسنان المدفونة او المطمورة ؟

يقصد بالاسنان المدفونة هي الأسنان الدائمة التي لم تتبع عملية التبديل الطبيعية واستقرت في عظام الفك ولم تظهر في مكانها المخصص في الفم . من المفترض أن الأسنان الدائمة تبزغ في فم الانسان بدءاً من سن ست سنوات وبترتيب معين بعد سقوط الأسنان اللبنية حتى سن ثلاث عشر عاماً. ومن المفترض ان كل سنة لبنية عند سقوطها يتم بزوغ سنة دائمة مكانها تكون اكبر منها في الحجم لتحل محلها في الشكل والوظيفة بما يتلاءم مع نمو الأنسان. إن النمو الذي يحدث في الوجه والفكين بدءا من سن ست سنوات وحتى عمر البلوغ هو الذي يساعد على توفير المسافة والمكان الكافي لنزول السن الدائم في المكان المحدد له دون تزاحم أو مشاكل اثناء عملية تبديل الأسنان . في بعض الأشخاص نتيجة للعديد من الأسباب – سيتم ذكرها لاحقا في هذا المقال – قد يتكون السن الدائم ولكن تتوقف عملية البزوغ ويصبح السن الدائم مدفونا داخل عظام الفك. يلاحظ حينها الأب والأم ان السن الدائم المفترض نزوله في موضع معين لم يظهر بالرغم من نمو الطفل، وبالرغم من بزوغ أسنان دائمة أخرى مجاورة، وأيضا بالرغم من نزول السن الدائم المُناظر في الناحية الأخرى ( اليمنى أو اليسرى) من الفم.  عندما يتوجه الأب والأم بالطفل لطبيب الأسنان، وبعد اجراء الفحص الأكلينيكي وعمل الأشعات اللازمة، يتبين أن السن الذي لم يظهر بعد مستقر في عظام الفك ومتأخر في عملية البزوغ الطبيعية ، ويوصف السن في هذه الحالة بالسن المدفون. قد يكون السن مدفونا بوضع عمودي او مائل قليلا ، في هذه الحالة يتعين المتابعة على مدار فترة زمنية لملاحظة وجود أي تحرك أو نزول للسن خلال هذه الفترة الزمنية أم لا ، وقد يكون السن مدفونا بوضع شديد الميلان أو وضع مستعرض، أو يوجد عائق معين أو سنة صغيرة زائدة في عظام الفك تمنع نزول السن المدفون ، وفي هذه الحالة يعلم طبيب الاسنان أن هذا السن الدفون لن يتحرك من تلقاء نفسه وسيحتاج الى تدخل تقويمي من أجل المساعدة في تحريك السن وانزاله في مكانه باستخدام الشد التقويمي و باشراف اخصائي تقويم الأسنان.

أسباب الأسنان المدفونة ( المطمورة)

  • ازدحام الأسنان بسبب صغر حجم الفك حيث تنمو بشكل معوج و متداخل بسبب عدم وجود مساحة.
  • وجود أسنان زائدة supernumerary tooth , وهي اسنان زائدة عن العدد الطبيعي قد تتواجد في مسار الأسنان الدائمة وتتسبب في طمرها بالفك.
  • التعرض لحادث للأسنان اللبنية الأمامية في الأعوام الأولية للطفل ، قد يؤدي إصابة السنة اللبنية الي إصابة السنة الدائمة المتواجدة في عظام الفك اعلى السنة اللبنية اثناء تكونها ، مما يؤدي الى نمو هذه السنة الدائمة في اتجاه مغاير للاتجاه الطبيعي، وتصبح مدفونة فيما بعد عندما يحل موعد بزوغها.
  • في بعض الحالات لا تسقط الأسنان اللبنية وتتمسك باللثة  مما يمنع شق الأسنان الجديدة وبالتالي تتوقف عملية بزوع السن الدائم ويصبح مدفونا في عظام الفك.
  • قد تتسبب بعض العوامل الوراثية في وجود الأسنان المدفونة، اذ يتصادف في بعض الأحيان تواجد الاسنان المدفونة في الأخوات أو في الأب وابنه ، ما زالت الدراسات والأبحاث العملية تدرس العلاقة بين بعض العوامل الجينية وحدوث حالة الأسنان المدفونة .

ما هي المشاكل التي يمكن أن تحدث نتيجة للأسنان المدفونة في عظام الفك ؟

بالتأكيد ليس كل حالات الأسنان المدفونة متشابهة فهي تعتمد على نوع السن المدفون ، وموضع استقراره في عظام الفك ، وزاوية السن المدفون ، وأيضا قربه أو علاقته بالأسنان المجاورة أو بالأنسجة الحيوية الأخرى في عظام الفكين. بالتأكيد فإن كل سن دائم له وظيفة في مضغ الطعام وفي اطباق الأسنان ، وبالتالي غياب السن يؤثر على هذه الوظيفة وعلى الاطباق السليم للأسنان. أيضا الشكل الجمالي وتناسق الأسنان يتأثر بغياب السن المدفون ، حيث أن مكان السن المدفون أما يحتوي على السن اللبني الذي لم يسقط ، أو أن السن اللبني سقط وأصبح المكان فارغا مما يوثر في شكل الأسنان وسيمترية الابتسامة ، من المرجح أيضا في هذه الحالة أن الاسنان الدائمة المجاورة تبدا في التحرك ناحية المكان الفارغ مما يؤدي الى تغير شكل الابتسامة وعدم تناسق خط منتصف الأسنان مع خط منتصف الوجه. في النهاية فان الشكل الجمالي للأسنان والابتسامة وتناسق الأسنان مع الوجه يتأثر بشدة بسبب الأسنان المدفونة.
من المشاكل التي يتخوف منها أطباء الأسنان بسبب الأسنان المدفونة هو ان تاج السن المدفون قد يتسبب في حدوث تآكل في جذور الأسنان المجاورة وهذا شائع بين الناب العلوي والقاطع الجانبي العلوي ، حيث أنه في بعض الأحيان قد يتسبب تاج الناب العلوي في تآكل جذر القاطع الجانبي العلوي بسبب اتخاذ الناب مسار للبزوغ غير مرغوب فيه. أما عن أكبر المخاوف التي قد تحدث في بعض الحالات بصورة نادرة نسبيا هي حدوث التكيس المسنن ( dentigerous cyst ) حول السن المدفون أو الناب المدفون . التكيس المسنن بالرغم من بطء تكونه الا انه قد يتسبب عند ازدياده في الحجم في انتفاخ أو تورم عظام الفك ، تغير وضع الأسنان المجاورة حيث أن الكيس المسنن بقوم بدفع جذور الأسنان المجاورة وتحريكها في اتجاه تمدده ، أما في حالة ازدياده في الحجم وعدم الانتباه من المريض قد يؤدي إلى تغير شكل الوجه نتيجة لتمدده داخل عظام الفك المتواجد به ، مما يتسبب في مشكلة بالشكل الجمالي لوجه المريض وسيمترية الوجه. من حسن الحظ أنه ليس جميع حالات الأسنان المدفونة أو الأنياب المدفونة ستتسبب في حدون التكيس المسنن ، الا أنه من الضروري للمرضى ذوي الأسنان المدفونة والذين لم يتخذوا أي خطوات لعلاج هذه الأسنان المدفونة أن يكونوا على دراية بما لديهم ، وان يكون هناك متابعة بصفة دورية ومستمرة لحالة الأسنان وحالة عظام الفك مع طبيب الأسنان الخاص بهم ، وعند ملاحظة أي تكون لتكيس حول السن المدفون المسارعة بإزالته جراحيا.

dentigerous cyst التكيس المسنن قد يحدث حول الأسنان المدفونة - موقع تقويم الاسنان
dentigerous cyst التكيس المسنن قد يحدث حول الأسنان المدفونة – موقع تقويم الاسنان

تقويم الأسنان لعلاج الأسنان المدفونة

نحن في هذا المقال نتحدث بصفة أكبر عن القواطع والأنياب والضواحك  والطواحن المدفونة، والمرغوب في المحافظة عليها وانزالها باستخدام الشد التقويمي للأسنان نظرا لأهميتها الاستراتيجية بين الأسنان الأخرى. بالتأكيد قد تتعرض ضروس العقل أيضا لأن تصبح مدفونة، ولكن في الغالب فان العلاج الأسهل والأنسب لضروس العقل المدفونة يكون عن طريق ازالتها جراحيا. ان استعدال ضرس العقل المدفون تقويميا بغرض المحافظة عليه قد يكون غير شائع ، وقد يحتاج لسبب ومبرر قوي وأهمية كبرى لضرس العقل في هذه الحالة، مثلا اذا تعرض الضرس المجاور لضرس العقل المدفون للتلف الشديد وتقرر خلعه ، في هذه الحالة قد يتقرر الاحتفاظ بضرس العقل المدفون والعمل على استعداله بواسطة الشد التقويمي ليحل محل الضرس المجاور الذي تقرر الاستغناء عنه.

ان علاج الأسنان المدفونة تقويميا يتطلب دراسة الحالة جيدا من خلال الفحص الأكلينيكي الدقيق , وعمل الأشعات الازمة كأشعة بانوراما الوجه والفكين والأشعة الجانبية للوجه والفكين ( الأشعة السيفالومترية) ، كما يتم اللجوء أيضا في هذه الحالات للأشعة الثلاثية الأبعاد ، وهذا لتحديد الموقع الدقيق للسنة المدفونة داخل عظام الفك وعلاقتها بجذور الاسنان المجاورة والأنسجة الحيوية المجاورة. يقوم أخصائي تقويم الأسنان بفحص المسار الذي يمكن من خلاله تحريك السن المدفون من خلال الشد التقويمي ، والتأكد من أن السن المدفون خلال تحريكه في هذا المسار لن يتسبب في أي اضرار للأسنان المجاورة. بعض الأسنان المدفونة قد تكون في مواضع واتجاهات يستحيل معها انزال السنة المدفونة ، وبالتالي دور أخصائي تقويم الأسنان دراسة الحالة جيدا وعمل خطة علاج منطقية وقابلة للتنفيذ وتجنب أي محاولات غير محسوبة قد تسبب في حدوث أضرار للأسنان المجاورة. اذا كان السن المدفون في وضع يستحيل معه الشد التقويمي فالأفضل حينئذ الاستغناء عن هذا السن و التفكير في حلول أخرى كزراعة الاسنان.

بعد عمل خطة العلاج التقويمية ومناقشتها مع المريض أو مع الوالدين وشرح جميع المشاكل والتعقيدات المتوقعة وبعد موافقة المريض يتم بدء العلاج التقويمي. المرحلة الأولى من تقويم الأسنان هي عبارة عن مرحلة اعداد للأسنان المجاورة وللمسافة التي سوف ينزل فيها السن المدفون. يقوم أخصائي تقويم الأسنان في هذه المرحلة بالعمل على اصطفاف الأسنان المجاورة وتجهيز المسافة التي سوف تستوعب السن المدفون حيث قد تكون هذه المسافة ضاقت مع الزمن وتحتاج للتوسيع. يبدأ اخصائي تقويم الأسنان عمل الاصطفاف باسلاك تقويمية رفيعة ومرنة، ثم يتدرج في الأسلاك التقويمية مع مرور الجلسات حتى يصل إلى سلك تقويمي صلب وقوي ، يسهم هذا السلك الصلب في تدعيم وتوحيد جميع الأسنان المجاورة، ويتم الاعتماد على هذا السلك التقويمي الصلب في عملية الشد التقويمي فيما بعد.

بعد انتهاء المرحلة الأولى من تقويم الأسنان ، يتم اللجوء لأخصائي جراحة الفم والأسنان أو اخصائي جراحة اللثة لكشف السن المطمور جراحيا، بالطبع يعتمد اخصائي الجراحة على الأشعة الثلاثية الأبعاد ( Cone Beam Computed Tomography) في التحديد الدقيق لموقع السن المدفون أو الناب المدفون في عظام الفك، في نفس جلسة الكشف الجراحي يقوم أخصائي التقويم بتثبيت حاصرة تقويمية على السنة المدفونة والتي من خلالها يتم سحب السن المدفونة تقويميا . قد يتم تغطية السن المدفون باللثة مرة أخرى أو قد يترك مكشوفا وهذا اعتمادا على بعض التفاصيل الطبية والتشريحية وتبعا لقرار أخصائي جراحة الفم والأسنان أو أخصائي جراحة اللثة. تتم جلسة الكشف الجراحي تحت التخدير الموضعي بدون أي ألم ، فيما بعد يتابع أخصائي تقويم الأسنان عملية سحب السن المدفون تقويميا والتي تستغرق عدة أشهر حتى ينزل السن المدفون في المسافة المجهزة له فيما قبل. بعد نزول السن المدفون يستكمل أخصائي تقويم الأسنان عملية إصطفاف الأسنان ويعمل على الانضباط النهائي لإطباق الأسنان والتناسق الجمالي بين الأسنان العلوية والأسنان السفلية والشكل النهائي للأسنان. إن المدة الزمنية للعلاج التقويمي للاسنان المدفونة قد تكون طويلة نسبيا مقارنة بحالات التقويم الأخرى ، عادة ما تستغرق ما بين العام ونصف الى عامين ، بعض الحالات الصعبة والمعقدة قد تزيد المدة الزمنية عن عامين.

انزال السنة المدفونة - موقع تقويم الاسنان
انزال السنة المدفونة – موقع تقويم الاسنان

ان العلاج التقويمي للأسنان المدفونة يكون افضل في سن مبكرة , فالسن المثالي عموما لتقويم الأسنان هو ما بين سن 11 عام الى 15 عام ، ويفضل أيضا في حالة الأسنان المدفونة أن تعالج في نفس العمر , حيث أن مرونة العظام في هذا الوقت تساعد في تسهيل خطوات العلاج والوصول لنتيجة ناجحة ومرضية بعد انتهاء العلاج . ينصح أخصائيو تقويم الأسنان الآباء والأمهات بالكشف الدوري والمتابعة الدورية لأسنان أبناءهم ومتابعة التغيرات التي تحدث في نمو الفكين وتبديل الأسنان بصورة دورية ومستمرة بحيث اذا تم تشخيص وجود أسنان مدفونة يتم علاجها مبكرا والاستفادة من مميزات العلاج التقويمي المبكر . هذا لا يعني ان من تخطى هذا السن لا يستطيع ان يعالج أسنانه المدفونة تقويميا ، اذ يمكن عمل العلاج التقويمي للأسنان المدفونة في أي وقت.

اعداد : د. أحمد مجدي – أخصائي تقويم وتجميل الأسنان.

7 thoughts on “علاج الاسنان المدفونة بتقويم الاسنان”

  1. Mariam Omar Hessain

    جزاك الله خيرا دكتور أحمد … انا مريم حضرتك عملتلي تقويم من خمس سنين وانا بشكر حضرتك جدا على مجهودك معايا وعلى النتيجة الممتازة اللي وصلنا لها

  2. ياسر الشامي

    هل يمكن حجز موعد مع الدكتور أحمد مجدي ؟؟ هل فيه وسيلة للتواصل او الحجز ؟؟

  3. السلام عليكم … كيف ممكن الحجز مع دكتور احمد مجدي ؟؟؟ ممكن رقم العيادة

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *